Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
النوم من أجل النموّ

النوم من أجل النموّ

هل تعرفون عبارة "ينام كما الطفل"؟ من الواضح أن المقصود هو النوم  الجيّد والهانىء ، ولكن كل والد لطفل صغير و"نغنوش" يعرف أن الواقع في معظم الأحيان هو عكس ذلك تمامًا. عادة ما يكون النوم الليلي للصغير غير متواصل ، ومصحوبًا بحالات الاستيقاظ والبكاء ، وتعب العيون والتثاؤب (بالأساس من قبل الوالدين) التي تستمرّ خلال اليوم. لماذا يحدث هذا وما الذي يمكن فعله للتعامل مع صعوبات نوم أطفالنا - كل التفاصيل في التقرير التالي. 

النوم هو  عامل حيوي جدّا في التطوّر السليم لكل طفل. تماما كما الطعام والشرب، فإن النوم هو أيضًا حاجة فسيولوجية للجسم تحصل خلاله عمليّات مهمّة مثل: إفراز هرمون النموّ، تجميع الطاقة اللازمة للجسم ليكبر ويتطوّر، معالجة وتنظيم المحفّزات التي يتعرّض لها الطفل أثناء النهار وعمليات التعلّم وترسيخها في الذاكرة. 
يساهم النوم الجيّد في هدوء واطمئنان الطفل (ووالديه)، وقد أثبتت الأبحاث أن النوم الجيد يساهم أيضًا في تطوير جهاز المناعة. 
وكما هو حال احتياجات الطفل الغذائية المتغيّرة، كذلك الأمر بالنسبة لاحتياجات نومه المتغيّرة. ينام المولود الجديد  ما بين 10 و 20 ساعة في اليوم وبدون نمط منظّم لساعات النوم واليقظة. بعد مرور حوالي ستة أسابيع من الولادة ، تبدأ الساعة البيولوجية التي تفرّق بين الليل والنهار في التطوّر. ابتداءً من عمر ثلاثة أشهر ، يجب أن ينام الأطفال ما بين 9 - 12 ساعة باللّيلة (حتى لو لم يكن نومًا متواصلًا) وحوالي ساعتين إلى أربع ساعات خلال النهار. من المؤكّد أنه يمكن الوصول إلى وضع ينام فيه الطفل بشكل متواصل لحوالي خمس إلى ست ساعات أثناء الليل وذلك عند بلوغ الطفل حوالي ستة شهور من عمره ، وفي هذه المرحلة ينام حوالي خمسين بالمائة من الأطفال من منتصف الليل حتّى الخامسة في الصباح. ولكي يحدث هذا ، يجب أن نتأكّد من البداية من بناء روتين  أوّلي يتضمّن الذهاب إلى الفراش في ساعة ثابتة في المساء ، في مكان هادئ ومظلم نسبيًا لمساعدته على تطوير عادات جيدة ومساعدة ساعته البيولوجية وضبطها. 

تعلّم النوم 

إذًا، عرفنا بأن نوم الأطفال، بحدّ ذاته ليس عملية طبيعيّة بحتة، وإنّما هو تقنية يمكن اكتسابها مع الوقت، ونودّ التأكيد على أن معظم اضطرابات النوم عند الأطفال مثل صعوبة النوم ، والاستيقاظ المتكرّر أثناء الليل ، ورفض وقت النوم المحدّد ، والهلع أثناء النوم ، والاستيقاظ المبكر هي اضطرابات سلوكية وليست طبّية. ونلعب نحن الأهالي دوراً مهمّاً في إكساب الأطفال عادات نوم صحيحة  في المراحل الأولى من حياتهم لترافقهم طوال حياتهم ، وإذا أدركنا أننا قادرون على مساعدة الطفل ، فيمكننا مساعدته (ومساعدة أنفسنا) لننام حقًّا كما ينام الطفل. 
غالبًا، حتى عمر 3 شهور يحتاج الطفل إلى المساعدة في الخلود للنوم، لأنه لا يزال غير قادر على التحكّم بنومه بنفسه. وللتسهيل عليه، من المهمّ أن لا يصل الطفل إلى  التعب المفرط، لأن ذلك يصعّب عليه النوم، الانتباه له ولبيئة نومه وخلق بيئة مريحة مع درجة حرارة لطيفة في الغرفة (حوالي 22 درجة مئوية) ، إضاءة مناسبة وتجنّب الأضواء أو الضجة المفاجئة. 
في جيل مبكر يمكن البدء في خلق "طقوس قبل النوم" بحيث يضمن الاستحمام والإطعام وخفض الوتيرة قبل النوم والتشديد على مكان ووقت النوم بشكل ثابت، كتحضير مناسب يساعد الطفل على النوم بشكل أسهل وأكثر سلاسة. يُنصح بالتحدّث إليه بصوت منخفض أو غناء تهليلة له، وتفادي وسائل النوم مثل الهزّ أو السّفر في السيارة أو القيام بنزهة في عربة الأطفال مما سيخلق عادة نوم تعتمد على التعلّق، ما يؤدّي إلى استيقاظ متكرّر وصعوبة في النوم مرة أخرى. 
من المهم أن ندرك أن نوم الأطفال كما هو الحال لدى البالغين، يتميّز بدورات النوم الفعّال ومراحل الهدوء التي تختلف في توزيعها من طفل إلى آخر. الطفل الذي يستيقظ في نهاية المرحلة الفعّالة من النوم سيعود للنوم كما عوّدناه، لذلك إذا كان ينام على اليدين أو أثناء هزّ العربة، فهذه وصفة أكيدة لاضطرابات النوم والاستيقاظ المتكرّر. إذا كنتم تشعرون أن هذا هو بالضبط الوضع الذي أنتم متواجدون فيه الآن، فلا تيأسوا! بالتأكيد من الممكن التصليح والتوقّف عن هذه العادات، والأهم من ذلك هو قطع علاقة النوم التي نشأت (كما ذكرنا، النوم غير المستقلّ مثل الهزّ أو الحمل على اليدين) ومساعدته على النوم بمفرده في سريره من خلال تهدئته بلهّاية أو من خلال مداعبة خفيفة.

وماذا بالنسبة للتغذية أثناء الليل؟

في الأشهر الأولى، يأكل الأطفال ما بين 6-8 وجبات خلال النهار، ولذلك فهم يحتاجون بالتأكيد إلى تناول الطعام في منتصف اللّيل أيضًا. مع نموّهم، من المهم أن يعتادوا على أنماط الأكل الشبيهة بتلك الخاصة بالبالغين، الذين يحرصون على إعطاء الجهاز الهضمي راحة ليلية. لذلك يُفضّل محاولة فطام الطفل حتى عمر السنة عن عادات الأكل، في منتصف الليل، غير الضرورية من الناحية الغذائية في هذه المرحلة وكذلك للحفاظ على صحّة أسنانه الصغيرة. 
 في الوقت نفسه، من المهمّ أن نذكّر أن استيقاظ الطفل في منتصف الليل يمكن أن ينتج ليس فقط عن الجوع أو العطش، وإنّما أيضًا عن الاضطرابات الشائعة، مثل الحفّاضات الرطبة، أو التسنين وغيرها من الأسباب الأخرى، التي يجب استيضاحها مع مختصّين مهنيين ومؤهلين. ومع ذلك، في معظم الحالات عندما يحصل الطفل الغضّ على جميع احتياجاته وفي الوقت المناسب، يمكنه أن يخلد لنوم صحّي ومتواصل بشكل طبيعي، والسماح لوالديه أيضًا بالاستمتاع بنوم حيوي وضروري من أجل أدائهم السليم.